04 Apr
04Apr



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

جاء في حلية الأولياء

يقول مالك بن دينار :


دخلت البصرة يوما فوجدت الناس قد اجتمعوا فى المسجد الكبير ، يدعون الله من صلاة الظهر إلى صلاة العشاء لم يغادروا المسجد فقلت لهم مابلكم؟
فقالوا : أمسكت السماء ماءها وجفت الانهار- ونحن ندعوا الله ان يسقينا فدخلت معهم - يصلوا الظهر ويدعون — والعصر ويدعون — والمغرب ويدعون — والعشاء ويدعون — ولا تمطر السماء قطره ، فخرجوا ولم يستجاب لهم .

يقول ثم ذهب كل منهم على داره وقعدت في المسجد ولا دارا لي .
فدخل رجل ( اسود ) ، (افطس) اي صغير الانف ، ( ابجر ) اي كبير البطن .

( عليه خرقتان ) ستر عورته بواحدة وجعل الاخرى على عاتقه فصلى ركعتين ولم يطل..
ثم إلتفت يمينا ويسارا ليرى أحدا فلم يرانى ، فرفع يديه إلى القبلة وقال :

إلهي وسيدى ومولاي ، حبست القطرعن بلادك لتؤدب عبادك ، فاسالك ياحليما ذا اناه ،  يامن لايعرف خلقه منه الا الجود ، ان تسقيهم الساعة الساعة الساعة

يقول مالك فما ان وضع يديه ، الا وقد اظلمت السماء وجاءت السحب من كل مكان فامطرت كأفواه القرب .

يقول فعجبت من الرجل ، فخرج من المسجد فتبعته فظل يسير بين الأزقة والدروب حتى دخل دارا فما وجدت شيئا أعلم به الدار إلا من طين الارض فأخذت منها وجعلت على الباب علامة .

فلما طلعت الشمس تتبعت الطرق حتى وصلت الى العلامة فإذا هوا بيت نخاس يبيع العبيد .
فقلت ياهذا إني اريد ان اشترى من عندك عبدا ، فأرانى الطويل والقصير والوجيه ، فقلت لا لا اما عندك غير هؤلاء؟
فقال النخاس ماعندى غير هؤلاء للبيع .

يقول مالك :
وانا خارج من البيت وقد آيست ، رأيت كوخا من خشب جوار الباب فقلت هل في هذا الكوخ من احد ؟ .
فقال النخاس : من فيه لايصلح انت تريد ان تشترى عبدا ومن فى هذا الكوخ لايصلح .
فقلت : أراه ..!!
فأخرجه لي فلما رأيته فعرفته ، فإذا هوا الرجل الذى كان يصلى بالمسجد البارحة ، قلت للنخاس اشتريه فاجابني لعلك تقول غشني الرجل هذا لا ينفع فى شئ هذا لايصلح في شيء فقلت اشتريه فزهد فى ثمنه واعطانى اياه .

فلما استقر بى المقام فى بيتى رفع العبد راسه إلي وقال : ياسيدى لم اشتريتنى؟
إن كنت تريد القوة فهناك من هو اقوى مني ..
وإن كنت تريد الوجاهه فهناك من هوا ابهى مني ..
وإن كنت تريد الصنعة فهناك من هواحرف مني ..
فلم اشتريتنى ؟ .

قلت : ياهذا بالامس كان الناس فى المسجد وظلت البصرة كلها تدعوا الله من الظهر الى بعد العشاء ولم يستجب لهم .
وما ان دخلت انت ورفعت يديك الى السماء ودعوت الله، واشترطت على الله حتى استجاب الله لك وحقق لك ماتريد .

فقال : العبد لعله غيرى وما يدريك انت لعله رجل اخر.
فقلت : بل هو انت .
فقال العبد أعرفتني ؟ قلت نعم .
فقال أتيقنتني ؟ فقلت نعم .

يقول مالك : فوالله مالتفت إلي بعدها .
انما خرَّ لله ساجدا ، فاطال السجود فانحنيت إليه، فسمعته يقول :


( ياصاحب السر إن السر قد ظهر  ⭐⭐   فلا اطيق عيشا على الدنيا بعدما اشتهر)


ففاضت الروح الى بارئها،،

هذه القصة : ذكرها اللالكائي في كتابه شرح أصول الاعتقاد فصل كرامات الأولياء - ص 203 . 

وذكرها الإمام ابن الجوزي ــ رحمه الله تعالى ــ في كتابه " صفة الصفوة " عن مالك بن دينار بغير سند .

وروى ابن أبي الدنيا قصة شبيهة بهذه بسند آخر - الأولياء ص62 .

والله أعلم بصحتها .