07 Apr
07Apr


قصة قول أبي حنيفة رحمه الله لتلميذه أبي يوسف (( تزببت قبل أن تحصرم ))


لما جلس أبو يوسف رحمه الله تعالى للتدريس من غير إعلام أبي حنيفة رحمه الله أرسل إليه أبو حنيفة رحمه الله رجلا فسأله عن خمس مسائل : 

الأولى : قصار جحد الثوب و جاء به مقصورا هل يستحق الأجرة أم لا ؟ 

فأجاب أبو يوسف رحمه الله : لايستحق الأجر فقال له الرجل : أخطأت فقال : لا يستحق فقال : أخطأت 

ثم قال له الرجل : إن كانت القصار قبل الجحود استحق وإلا فلا .

الثانية : هل الدخول في الصلاة بالفرض أم بالسنة ؟

قال أبو يوسف : بالفرض فقال : أخطأت فقال : بالسنة فقال :  أخطأت  فتحير أبو يوسف رحمه الله

 فقال الرجل : بهما لأن التكبير فرض ورفع اليدين سنة .

الثالثة : طير سقط في قدر على النار فيه لحم ومرق : هل يأكلان ؟ أم لا ؟ 

فقال : يؤكل فخطأه فقال : لا يؤكل فخطأه .

 ثم قال الرجل : إن كان اللحم مطبوخا قبل سقوط الطير يغسل ثلاثا ويبؤكل و ترمى المرقة وإلا يرمى الكل .

الرابعة : مسلم له زوجة ذمية ماتت وهي حامل منه ،  تدفن في أي المقابر ؟ .

 فقال أبو يوسف رحمه الله : في مقابر المسلمين فخطأه فقال : في مقابر أهل الذمة فخطأه فتحتر أبو يوسف .
فقال الرجل : تدفن في مقابر اليهود ولكن يحول وجهها عن القبلة حتى يكون وجه الولد إلى القبلة لأن الولد في البطن يكون وجهه إلى ظهر أمه .

الخامسة : أم ولد لرجل تزوجت بغير إذن مولاها فمات المولى هل تجب العدة من المولى ؟ .

فقال : تجب فخطأه ثم قال : لا تجب فخطأه .

ثم قال الرجل : إن كان الزوج دخل بها : لا تجب و إلا : وجبت .

فعلم أبو يوسف تقصيره فعاد إلى أبي حنيفة رحمه الله فقال : تزببت قبل أن تحصرم كذا في إجارات الفيض
وفي 
مناقب الكردري : أن سبب انفراده أنه مرض مرضا شديدا فعاده الإمام و قال : لقد كنت آملك بعدي للمسلمين ولئن أصبت ليموتن علم كثير فلما برأ أعجب بنفسه وعقد له مجلس الأمالي 

وقال له حين جاء : ما جاء بك إلا مسألة القصار سبحان الله من رجل يتكلم في دين الله و يعقد مجلسا لا يحسن مسألة في الإجارة : ثم قال : من ظن أنه يستغني عن التعلم فليبك على نفسه انتهى